Saturday, August 16, 2008

من كل بستان زهرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




هذا اخر بوست اضعه قبل ما اسافر لمصر الحبيبة..ظروف و اشغال لمدة شهرين حقضيهم في بلد الكنانة..بالظبط في الاقصر..انشاء الله الواحد يلقى الوقت الكافي للاستمتاع بجمالية الصحراء المصريه و اروع اثار موجودة في العالم..


-------------------------------------------


الزهرة الكبرى: تحية للسباح العربي و التونسي اسامة الملولي ذهيبة اولمبياد بيكين




منح السباح التونسي أسامة الملولي اليوم أول ميدالية ذهبية للعرب في أولمبياد بكين

بعد فوزه في سباق 1500 متر حرة

للرجال...وحصل الملولي (24 عاما) على الذهبية بعد أن سجل توقيتا قدره

14.40.84


دقيقة ليهدي بلاده لقبها الأولمبي

الأول منذ دورة مكسيكوسيتي عام 1968.

وتفوق الملولي في هذا السباق على الأسترالي غرانت هاكيت الذي كان يسعى لأن

يصبح أول سباح يتوج بسباق فردي في


ثلاث دورات أولمبية متتالية..وسجل هاكيت توقيتا قدره 14.41.53 دقيقة وهو ما يزيد


بفارق أكثر من سبع ثوان على

الرقم العالمي المسجل باسمه وثلاث ثوان تقريبا على الزمن الذي سجله في التصفيات

الجمعة الماضي ليكتفي بالميدالية

الفضية..ونال الكندي رايان كوتشرين ميدالية البرونزية بتوقيت قدره

14.42.69 دقيقة

.
وقال الملولي بعد السباق "كنت أنتظر هذه اللحظة منذ عامين، كنت أتمنى

التتويج في سباق 400 متر لكنني لم أنجح،

بيد أن فوز اليوم مفاجأة رائعة".

وأضاف سأحتفل بهذا النصر، لم أذهب إلى بلادي منذ عامين، أريد رؤية والدي

وأصدقائي وإخوتي وأخواتي


تونس الصغيرة بمساحتها لكنها كبيرة برجالها ..مبروك وإلى الامام و الله معك..قبلة


على جبين الخضراء و على كل


الوطن العربي من
المحيط إلى الخليج



-------------------------------------------


الزهرة الاولى: خير صديق و جليس الكتاب


اكملت قراءة كتاب بالفرنسية حمل عنوان

la face cachée du pétrole الوجه الخفي للبترول

..(ايريك لوران) الكاتب بحث من خلال العديد من الابحاث و مستعينا بالمقالات و اللقاءات عن اهم اسرار قطاع النفط..اهم ما قيل في الكتاب اعنونه برؤوس الاقلام التالية:

سر حرب الخليج الاولى و الثانية والثالثة..علاقة العائلة المالكة السعودية بلوبيات البترول و بالحرب الباردة بين المعسكرين...

خصوصا الزواج الكاثولوكي بين عائلة آل سعود و الادارة الامريكية الحالية..

لاول مرة في التاريخ كتاب قيم يكشف حقائق طالما كانت مخبأة بعناية عن العالم...

لكل 6 بريل نستهلكه كل يوم نقوم باستخراج فقط 1 بريل..انها بداية العجز النفطي الذي سوف يضرب كل المجالات..

كتاب قيم و رائع..يسرد من خلاله الكاتب اسرارا ظلت خفية عن العالم..من خلال بحث متواصل دام سنوات امكن ل(ايريك لوران) ان يفضح عالم النفط بكل عناصره..

الثمن: € 19

عدد الصفحات : 411


-------------------------------------------


الزهرة الثانية تحول نجل قيادي حمساوي إلى المسيحية



استوقفني خبر تحول احد ابناء قيادي حركة حماس من الاسلام الى المسيحية..لم استغرب التحول لان الانسان عندما يولد بيئة اقل ما يقال عنها انها متشددة و لا تعمل بتعاليم الاسلام الحنيف فان من يكون فيها يضحي باي شيئ من اجل الحرية حتى و ان كان المعتقد..

لا ادري ما حكم الذي يرتد عن دينه..هل وجب القصاص منه عملا بتعاليم الاسلام ام لا؟ لو فرضا تم ذلك هل الاب الحماسي سيقبل بذلك..أم ماذا؟

سواء كان مسيحيا او مسلما هل سوف تتغير علاقة بين الابن و الاب..من يدري؟

نفس المشكلة اعاني منها ماذا لو قررت يوما ان اغير توجهي و اعلن للملا انني مثلي ماذا سوف يكون موقف ابي؟

المعتقد مثل التوجه الجنسي شيئ خاص جدا لا احد له الحق في نقده و القول بانه خطا او صح..لان كل شيئ نسبي في هذه الحياة..فمثل ما تدين تدان..


-------------------------------------------


الزهرة الثالثة: الفيزا للدول العربية


بحكم شغلي في شركة للتنقيب عن البترول فأنا العبد لله اسافر كثير..زرت عدة مناطق في العالم لم احلم بها و لم اكن اعرف انها موجودة..قابلت ناس من كل الاجناس و من كل الملل..


زرت بلد الانوار فرنسا..كل مرة كنت اطلب (الفيزا الشنغان) بسنة كاملة كانت طلبي يوافق عليه في ظرف 24 ساعة فقط..يعني بلد لا تربطني لا ثقافة و لا دين و لا اي عرق يتعامل معك باحترام..تلك الفيزا تسمحلي ان ازور كل بلدان الوحدة الاوروبية المتحضره باقتتدار و المحترمة للانسان...


اما العيب عن من يتشدق بالعروبة و الاخوة و التضامن و التأزر و اللحمة والوحدة ..هل في كلمات اخرى تفي بالغرض حتى اضيفها للقائمة المطولة من الشعارات الكاذبة و المنافقة و الغشاشة و البائدة..و.... ..مصر..عمان..اليمن..بلدان اعتقدت لوهلة انها تنتمي لما يسمي كيان الجامعة العربية..يعني اقدم نفس طلب الفيزا لسفارات تلك البلدان..يجاوبني اصحاب المعالي و حماة الوحدة العربية الغير الموجودة اصلا الا في كذبهم ونفاقهم بانه يجب عليَ ان انتظر كالتالي:


مصر: 15 يوم انتضار


اليمن : 21 يوم انتضار


سلطنة عُمان: شهر بحاله..


لا و الادهى و الامر ان زملائي الاجانب الغير العرب (فرنسيين و غيرهم) يشترون الفيزا ساعة وصولهم للمطار..هزلت..تكلمت مع قناصلهم الميامين..تلك هي التعليمات..و لازم تمشي على الكل..ذاك هو ردهم..

يعني ترحيب بالغريب اما العربي فاللباب در..


استراليا: اشتريت الفيزا من المطار الاوسترالي


الغابون: اشتريتها من المطار ايضا..


لازلت مؤمن باننا احسن حاجة ان يعامل بالمثل كل من جاء من تلك الدول.. يعني اخواننا العرب الذين ياتون الى زيارة تونس عليهم ان يعاملو بنفس المعاملة..بعدين ارجع و اقول اكيد انا يا سندباد بدات تخرف بجد..شو ذنب الشعوب اذا كان زعمائهم الميامين و اصحاب السلطنة ناس مريضة و غائبة عن الوعي العربي...و سلملي على الوحدة العربية..الحمد الله ان بلدان المغرب العربي مفتوحة و بدون الفيزا..و على راي فيروز صح النوم...


-------------------------------------------


ختاما الزهرة الرابعة : عاصمة بلدي الحبيب بعد عقد من الزمن


سوف تشهد تونس وضع حجر الأساس لـ «مشروع باب المتوسط» وهو مشروع ضخم تتجاوز تكلفته 51 مليار درهم اي ما يعادل 14 مليار دولار..



«وأوضح أن مشروع باب المتوسط ستشرف عليه (سما دبي) وهي عضو في «دبي القابضة» على تنفيذه وهو مشروع متكامل عقاريا وسياحيا عبارة عن مدينة حديثة متكاملة تقع على ضفاف البحيرة الجنوبية من العاصمة تونس على مساحة 837 هكتارا،




وسيضم المشروع ناطحات سحاب وبنايات عملاقة سكنية تتسع لمليون نسمة وفضاءات تجارية ومناطق خضراء ومناطق ترفيهية واجتماعية وثقافية ومراكز تجارية واقتصادية صديقة للبيئة. ويتوقع أن يوفر المشروع ما لا يقل عن 130 ألف فرصة عمل.




بعض المجسمات لما سيكون يعد عقد من الزمن اذا شاء الله



تحياتي لكم

Monday, August 11, 2008

الاسلام: بيني و بين شرشبيل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




كنت بصدد مشاهدة احد البرامج على احدى القنوات الفرنسية ..كان موضوع الروبوتاج عن المدارس الدينية بالبلدان الاسلامية خصوصا باكستان.. تراءت لي صورمن الماضي و انا ألمح اطفال صغار بصدد ترديد بعض الآيات القرآنية وفق هيئة معروفة سلفا..

ابتسمت بيني و بين نفسي..تذركت الماضي البعيد.. رجعت بي الذاكرة إلى سنوات خوالي..الزمان: صيف حارق في سنة من سنوات عمر طفولة شخص يُكّنى السندباد..المكان: قرب العاصمة التونسية..

اخذني والدي من الصباح الباكر انا و اخي للدراسة في كُتاب الحي..حتى بالصيف كان عليَ أن أدرس وأحفظ القرآن..ألا تكفي 9 اشهر من الدراسة حتى يزيدونني شهرا لدى كتاب الحي..قبلت الامر كالعادة خوفا من الضرب و العقاب..من انا حتى ارفض او حتى اعترض..تلك احكام القوي في عادة الاعراب..

بكيت و استعطفتهم ان اضل بالمنزل كي العب مع اقراني..لكن ابدا تلك مشيئة الاب و عليك الامتثال لها.. لصالحك ابني العزيز..كن مطيعا لابوك الذي يحبك..تلك كلامات امي العزيزة..انظر لاخوك كيف يتصرف..كن مثله انت رجل و لست بطفل..نعم رجل.. بعمر الزهور فقط 7سنوات..


اوصلني ابي اول يوما الى الكتاب واوصى الشيخ ان يهتم بي جيدا و يعمل على تلقيني القران..

كنت مرعوب من الناس و المكان... أحسست من الوهلة الأولى بالغربة..انظممت للمجموعة و بدات في مجاراتهم في حفظ الصور من دون اي فهم لمعنى الكلمات..فقط كنا مثل الببغاء نعيد ونعيد ما يقال لنا على مسامعنا من دون احساس بجمالية اي كلمة..


شيخنا الجليل كان بجد وهابي..متسلحا بالكلمة الطيبة أقصد الضربة أو العلقة الطيبة..سيدنا الشيخ كان متصلبا فيما يخص تعليمنا القران الكريم..عصا الزيتون الطويلة كانت له عونا علينا بالكاد كان يتكلم اما على الحركة فكان جد نشيط و لا شاب في العشرين..يهوي على ذاك ويلسع اخر لكأنه يطرب لسماع صراخنا و بكائنا..بجد كنا في أيدي أمينة..أيدي حبيبي (شرشبيل)..اول ما يقوم من الكرسي يركبنا الخوف جميعا..ترانا كلنا مثل السنافر لما عموا (شوشو) يهجم على قريتهم..مهزله بتلك المرحلة..ولا احد من اوليائنا اخذعلى عاتقه التحقق من ان الامور تسير على ما يرام..هل ان حقا نستمتع بتلاوة القران..هل احببناه ام لا؟..لا أخفيكم علما من ان شيخنا الجليل قد نجح باقتدار مع مرتبة الشرف في جعلي اكره الدين و القرأن في تلك المرحلة بعينها...


كنت اعتقد بان والدي لما حملني اول يوم للكتاب اوصى عمي (شوشو) خيرا بي إلا أنني كنت واهما فعمي (شوشو) عادل مع الكل لا يفرق بين عربي و اعجمي إلا بالضرب..اي نعم كل يوم صباحا و مساءا لازم اذوق و استطعم حلاوة عصا الزيتونة من يديه الكريمتين لانني لم أحفظ جيدا سورة او حتى مقطع من القران الكريم..


أح..أح..توجع..أرجوك..أمان يا سيدنا الشيخ..تلك كانت دوما جملتي المفضلة التي تعوّد شيخي الجليل (شوشو) ان يسمعها مني كل مرة رغب في ترطيبي بشرتي و جعلها برونزيه اللون تيمنا بفصل الصيف او لنقل حمراء..بعصاه كان ينزل بها عليَ و إمتثالا للاوامر الالاهية و أقوال الرسول عليه الصلاة و السلام (علموهم سبع و اضربوهم عشر) ولأسف حتى السبع لم أبلغهم..الله يَهدُوا على كل ضربة لسعني إياها..حثالة من الناس تدعي في الدين علما و فلسفة والدين منهم بُراء..هزلت كيف لأميين و جهلة ان يتوصوا على الناس و يبدأو مرحلة الوعظ و الارشاد وهم حثالة لا يفقهون شيئا..

اتذكر وجهه العبس..

كان كل يوم يسألني هل حملت معك (الخمسينة)..

و ما هي يا شيخي تلك (الخمسينية)..

الا تعرفها..

و الله يا سيدي لا اعرفها..

اقول لك لازم كل يوم تاتي و معك خمسون مليما (و الله مش عارف كل يوم او كل أسبوع للامانة)..

حاضر يا سيدي..

غدا انشاء الله حآتي بها معي..

حبيبي (شوشو) فاتح جمعية خيرية زيادة على النقود التي كان ياخذها من اهالينا كل شهر نظيرا تعليمنا القرأن الكريم كان يجبرنا على دفع 'أتاوة' نضير كل يوم نتعلم عنده..

ماما..سيدنا الشيخ طلب مني ان احمل معي خمسون مليما ..

روح لابوك..

لا ما احب اطلب منوا..أعطيني انت..ارجوكي ماما..

شنُوَا قصة الفلوس..اكيد انت حابب تشتري لك حاجة و مخترع لي القصة هذه..

و الله لا يا ماما..انه الشيخ..

خذ المهم اخر مرة اعطيك الفلوس..

اموواه..احبك يا احلى ماما..


وتتواصلت الدروس رتيبة و مملة..و مع المرور الوقت إزددت كرها و نفورا من الدين.. من القرأن ومن الدروس الدينية..اشكال بائدة و متعفنة قتلت فينا و إحنا اطفال المعنى الحقيقي للدين..صبري نفذ من الدروس و من الاهانة ومن الضرب..اشتكيت لاهلي علهم يواسونني و يكونون معي لكن ابدا..

يجب عليك ان تتعلم دينك الصحيح..ذاك كان دائما ردهم..


كررت ندائي مرارا و تكرار..اسبوع مر على اول درس حضرته لدى سيدنا الشيخ..اسبوع من المعاناة..فاض بيَ..قررت وعزمت على التصرف..كان ما سيكون..

قررت انا و اخويا التظاهر بالذهاب كل يوم الى الكتاب و عدم الدخول الى معتقل (غوانتانامو) و من ثم الرجوع للمنزل مثل العادة حتى لا نثير الشبوهات..و الله مش عارف من أتى بالفكرة انا اواخي لا أتذكر..المهم تفاهمنا على التنفيذ..


و بالفعل كان يوم (جمعة) خرجنا كالعادة في نفس الساعة..دُرنا كثيرا...ترجلنا...مشينا...لعبنا ...لكن الوقت كان بطيئا...انقضت ساعة واحدة....قررنا ان نسترق النظر على الكُتاب و نرى ما الذي يجري..اقتربنا شوية شوية..مثل اللصوص زحفنا رويدا رويدا مخافة ان يكتشفنا الشيخ (شوشو).. سكون تام مُطبق لا حس ... لا صوت و لا حتى صراخ.. ما الذي يجري لما كُل هذا 'التعتيم الصُراخي' ...تقدمنا قليلا و...فجأة...الكتاب مغلق..انه يوم إجازة سيدنا الشيخ..


من جديد..ابتسمت بيني و بين نفسي..كنت بالماضي البعيد و الان أتذكر الحاضر القريب..غمغمت ما الذي تغير بين الامس واليوم..ماهوموقع الاسلام في الواقع اليوم؟


أكيد العديد لن يستسيغوا البوست لكن فقط نظرة موضوعية على تلك الناس التي تدعي في الدين علما و فلسفة سوف تدركون عمق المسألة..الكثير من ائمة الدين باعوا ضمائرهم لولاة امورنا فكانو ابواقا لهم..من خلالهم حاولوا استماتة الشعوب ليكونوا اتباعا لولاة الامور..


انا مثلي مسلم احاول باجتهاد و بعقلانية ان اكون ملتزما و متزنا..لكن بعض احكام الدين الاسلامي تفهم بتطرف كبير..لازم لنا ان نعمد إلى القيام بقرائات مختلفة تعمل على فهم الجوهر الاساسي للدين..حتى نكتشف في القرن الواحد و العشرون جوهر الرسالة الاسلامية التى اتت كرسالة سمحاء..


الدين الاسلامي مليئ بالعديد ممن كان على شاكلة عزيزي (شرشبيل) الذين لن استغرب يوما ان يطلعوا علينا يوما يحللون دم فلان و علان في احدى المنابر الاعلامية خصوصا مع الوفرة الغريبة للقنوات الدينية (شيعية وسنية) ..ديننا للاسف محتاج حقيقة قراءة موضوعية للعديد من الاحكام التي تتعارض بين بعضها..للاسف اتذكر لما كنت بأستراليا سنة 2007..سالوني العديد من المهندسين الذين اعملوا معهم عن معنى والمغزى من فتوة (ارضاع الكبير)..المقالة كتبت عن طريق مُراسل الصحيفة الاسترالية من إسرائيل ..قرات الخبر في المواقع العربية و الاجنبية..لم أملك وقتها إلا ان أقول ..و بدون إقتناع إن المقال مزيف وكتب فقط من أجل تزييف جوهر الاسلام..


الغريبة ان اللي طلع يتشدق علينا بتلك الفتوة هو على ما اظن احد الائمة الذين أصروا و ألحوا و استماتوا دفاعا على تلك الفتوة التي ذكرت اين...في صحيح البخاري اومسلم..


يعني اغبى أغبياء المتفقهين في الدين ممكن يفتي باستحالة الاقرار بذاك الحديث في الاسلام..انهي باستفهام :

هل ممكن لنا ان نثق من بعد ذلك في صلوحية الاحاديث التي نسبت للرسول عليه الصلاة و السلام؟ و هل يمكنني ان اتبع ائمة و فقهاء غالبيتهم نائمون في العسل؟

طولت اكيد..سلام و تحياتي


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Wednesday, August 6, 2008

هل انا مستعد؟



في البداية احب ان احيي صديقي و حبيبي (حتى ما تزعل ..عيوني ليك) عصفور على نشره للبوست الخاص بالمثلية و الجنس..شكر كبير للاخوة الذين شاركونا بارائهم سواء من خلال مدوناتهم او من خلال كتابة تعاليقهم على المقال الانف الذكر في مدونة عصفوري..


هل تستقيم حياة المثلي من غير ممارسة جنس؟ ما الدافع الذي جعل الكثير منا يعزف عن الممارسة اوحتى اقامة العلاقات بالرغم من تشوقه المستمر و القوي في اتيان الحرام و اقامة علاقة محرمة؟


اصداقئي الاعزاء..لن اتكلم بالمعني العام و انما سوف انطلق من تجربة شخصية كنت البطل و محور احداثها..

انا مثلي باقتناع و بفطره كانت ملازمه لي من ان بدأت الوعي بان احساس ما غريب كان يتملك بي و يجعلني مشدودا الي بني جنسي من الذكور..لم اعي وقتها كنه الاحساس..لكن مع نضوجي علمت بانني مثلي..لم اتقبل الامر و حاولت مرار و تكرار قتل ذلك الاحساس..اعتبرته في البداية نزوه و مرحلة ممكن ان اتخاطاها لكنني فشلت...

حاولت مرار ا و تكرار ان انجح في نسج خيوط علاقة حب مع اي احد..لكنني دائما كان الفشل لي بالمرصاد..حاولت كثيرا ان اعرف لماذا لم انجح في ربع علاقة و ليس علاقة كاملة..


اهم العوامل هي كالتالي:

الخوف من الفشل...............

الخوف من العقاب الإلاهي..........

الخوف من الاهل والمجتمع.....

الخوف من الحرام...

الخوف من...

الخوف..

يعني كلمة واحدة ممكن ان تختزل معضلتي انه الخوف..البعبع الذي عانى منه الكثير منا...لكن ماهو اصل هذا الاحساس؟

انها التراكمات او جمله من الترسبات كانت نتيجة عدة ظروف و اسباب اهمها في سببين:


الدين:


بعكس ما يظن الناس من ان تونس بلد علماني متفتح على الحضارات الغربية الا ان تاثير الدين كان في فترة معينة قوي و مؤثر..فأنا عن نفسي ولدت في عائلة متدينة و محافظة..نشأت في فترة تميزت فيها تونس بصعود التيار الاسلامي (فترة الثمانينات) يعني اتذكر ان الكُل كان ملتزم بشكل مفرط بالعادات و التقاليد الاسلامية..حتى ان مشاهدة القنوات الايطالية او حتى الفرنسيه كان محرما بشكل كلي..حتى الصور المتحركة (الكرتون الذي كان يذاع على القنوات الاوروبية كنا محرومين انا و اخوتي من ان نشاهده كغيري من الاطفال) بتعلة انه انتاج غربي و بمأنه نحن مسلمون فقد لزم علينا ان نتبع الدين بحذافيره حتى و ان كنا غير مقتنعين بجدوى اتباع سياسة النعام (قالو حرام فقل حرام و كفى مناقشة)..


الاب كان يشتغل في الامن التونسي يعني انسان غليظ و شديد الطباع..كلمة (لا ) لما تخرج فهي كالامر القاطع تعني لا و خلاص خصوصا لوكان الامر خاص بالدين...اتذكر ان التلفزيون التونسي كان يقوم ببث بعض الاعلانات التي كانت المرأة فيها حاضره.ما احكي لكم على كم الاهانات التي اسمعها على المسكينة التي كان تمثل و هي بملابس السباحة..من الاخر تفكير متزمت في نظري..اكيد فيه بعض احباء التطرف الديني اللذين لن يستسيغوا كلامي.


كنت كالصفحة البيضاء كتبوا فيها الكثير و الكثير..ان اردت الجنة ابتعد عن الفواحش..ان اردت ان تسعد اباك فأطعه دون نقاش..ان اردت النجاح اتبع ما يأمرك الكبير من عائلتك..أياك و الكذب و النفاق..قول الحق ولو حتى على نفسك...و...و...لاءات كثيرة ومتنوعة تشدقوا عليَ في حفظها و اتباعها و من ثم العمل بها..وهو ماترتب عنه انني كنت كالآلة التي لاتعمل الا لو صاحبها اذن لها ان تشتغل..كنت كثيرا ما اخاف ان اعصي الاهي ثم والداي..لان مأواي النار..من اكثر ما سردوا عليَ عن اهوال النار و عاقبة المكذبين..قررت مرة ان اجرب ان اكوي نفسي حتى احس بما سيعانيه الانسان في اخرته...و بالفعل جربت و انكويت و لحد اليوم الندبة ما زلت عالقة بجسمي..ندبة تذكرني بفترة كان الطفل فيها مشروع لانبات نوعية جديده من البشر على شاكلة (اسامه بن لادن)...هزلت


التربية ملخصة في العائلة و المجتمع


هل التربية عامل مهم ام ثانوي؟


في اعتقادي الشخصي عامل مهم..فالانسان سواء كان يعيش في بيئة معينة فهوحتما سيتاثر بها سلبا او ايجابا...فالتربية تشمل جميع الضوابط والعادات التي بمعية الدين يعملان على انشاء الطفل و تنمية شخصيته..

عن نفسي تلقيت تربية اسلامية صرفة..يعني عائلتي عملت على انشائي النشأة التي تجعلهم يفخرون بان ابنهم متزن, متخلق, صادق, امين, والقائمة تطول..من الاخير محاولة لصياغة مشروع انسان فاضل..و كأن الحياة محتاجة امثالي لكي تصير احسن و احسن..


كان الناس كثيرا ما نوهوا بتربيتي و بتخلقي حتى انهم كانوا كثيرا ما يطلبون من ابنائهم ان يكونوا نسخة مني و من اخوتي..في قرارة نفسي كنت احسدهم على طيشهم و تسيبهم و عدم احساسهم اوعدم مبالاتهم بوجود الناس حولهم..على عكسهم كانت كل تصرفاتي مقيدة و معروفة سلفا..


اتذكر يوما ما سيبت روحي شويه على طبيعتي وقمت بمشاركة أترابي تسلق سور احدى المنازل والمحاولة في قطف ثمار شجرة ما..و فجأة سمعت صوت ابي يصرخ من بعيد :لفظ فقط إسمي..يا ويلي..تسمرت في مكاني و احمر وجهي وعدت جريا للمنزل..للاسف شبعت ضربا من يديه الكريمتين..علقة كرهته فيها للابد..

من وقتها اصبحت اخافه حتى لما كنت اشوفه راجعا من الشغل اهرب عائدا للمنزل حتى لا يكتشف انني كنت العب مع اصدقائي..تلك كانت افكاري في تلك الفترة المهمة من تكوين شخصيه الطفل..


لا حظوا فقط الفرق بين اسلوب تربية الطفل العربي الذي للاسف يربى على اساليب الخوف و الامتهان في حين ان الطفل الغربي جُبلَ على الاحترام و الثقة في النفس...


حتى بالدراسة كنت دائما ما اخاف اقترابه مني لما كان يحاول ان يستعلم مني عن اخر ما درست..ليلة سوداء كنت اغمغم بيني و بين نفسي..فليذهب يسأل اخي لماذا انا دائما؟ أظن اخي كان ما يقول نفس الشيئ اذا طرح عليه نفس السؤال...

قلم من يديه العفيفتين تخليني اكرهه لاسبوعين متتاليين...اباء خربانين..لا يفهمون الا الضرب و الشدة متوقعين بان اسلوبهم التافه بقادر ان يجعل الطفل سوبرمان المستقبل...


كبرت و مع الزمن اصبحت انقده مرارا و تكرار..افعل هذا..افعل عكسه..ادرس ذاك..اختاره عكسه..لست بحاجة لشخص حتى يخط لي حياتي او مستقبلي..نجحت باقتدار في نحت درب لي مستقل بذاتي."لن اعيش في جلباب أبي"...رفضت محاولاته المتكررة في جعلي اتقدم للشغل في وظائف كتلك التي كان يمتهنها..لن اكون من الزبانية الجدد في هذا العالم..


لانــــــــــــــــــــــني انا مختلف.. انا موجود..


الخلاصة المهمة: انسان عاش في بيئة خانقة تميزت بتاثير الدين القوي و بمجتمع يكره كل شيئ مختلف عن العادة خصوصا اذا تعارض مع الدين..

تربية اجتماعية و عائلية قاتلة و متمرسه باقتدار في قتل ووأد الطفولة و حملها على تنشاته عنيفا..هل من الممكن له ان يكون ذاك الطفل بقادر على تخطي كل ذلك مرة واحدة ويقبل مثليته و يمرح مع من على شاكلته و يمارس الجنس..لا اعتقد..الامر برمته محتاج للعمل المضني لان رحلة العلاج من اثار الماضي طويلة..


اخيرا استطعت ان اخرج...


و الحمد الله شيئا فشيئا استطعت تقبلي مثليتي..سوف امضي بحياتي و ابني مستقبلا بنائا على رغباتي..هل سامارس الجنس تقريبا 51 بالمائة نعم..الامر كله مرتبط بالحبيب الغالي امتى يأتي...ممكن في القريب العاجل خبر جميل سيتأكد..من يدري؟ ما تسألونيش؟ اخاف ان يطير من العين (- :


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ملاحظة اخيرة: انا لا اكره ابي..بل احبه واعشقه..عرفت ذالك الا منذ سنتين تقريبا..لما عدت لتونس و قابلته في المطار بكيت على كتفيه كما لم ابكي عند صغري..يومها فقط احسست بجد انني مازلت طفلا و بان حضن ابي اتوحشتو برشه برشه..(برشة = كثير لمن لا يعرف المعنى التونسي للكلمة و على فكره اصل الكلمة عربي و تعني الشجرة الكثيرة الثمار...يلا بلاش درس عربي) تحياتي


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ