Saturday, May 31, 2008

فلسفة الاختلاف

لن اقوم بتعريف معنى الكلمة لغويا لانني اكره فعل ذلك... اكره ان اعتمد مبدأ التلقين الذي علمونا ايه في المدرسة...اختلف...يختلف...اختلافا... انظر في القاموس معني الكلمة ايها

التلميذ ...و هلّم جرى....

لقد جَردوا مننا الاحساس بروعة الكلمات و حصروها في قالب ديني بَحت...اياك و الاختلاف...اياك ان تختلف معنا...نحن الاصح و غير ذلك خطأ...كُن كما كُنا...عيب عليك ان تشّذ عن الاصل و العادة...مصيرك هو مصيرنا...

لماذا علي ان اكون نسخة كربونية من والدي او والدتي؟ لما عَليّ ان اتّبع خطى غيري دون ان يكون لي الحق في انتهاج دربي الخاص؟ درب اختاره من دون خوف او شعور بالذنب ....لماذا علي العيش متهما بالخيانة...الا لانني مختلف عنكم تجردونني من حقي الطبيعي في العيش كما اريد و ليس كما تريدون...قتلتم فيّ حبي للحياة وجعلتم من حياتي حياة تعاسة بالرغم من انني للاسف اعيشها مرة واحدة...

لست في هذا المقال لأنظّر لعلاقات انسانية جديدة...لكن احب ان اصرخ باعلي صوتي انا موجود...انا حيّ...انا هنا...عليكم الاستماع لي و التمعّن في اقوالي...افيقوا لن تنجحوا في اخراسي و لجمي...اتعلمون لماذا؟... لانني خلقت حرا وسأظل حرا طليقا...لن تنجح اسواركم الوهمية و لا قيودكم العتية في قتلي من جديد...

الحريه عقيدة كل انسان...لكل انسان مهما اختلف معنا في العرق او الجنس او حتى الدين...يحق لنا جميعا ان نختار ما يناسبنا في علاقتنا... ان نحدد اسلوب حياتنا...علينا ان نمحي من قلوبنا كل مآخذتنا علي انفسنا...هل يمكنني ان اعيش في عالم يتقبل كل شيئ مختلف عن العادة...ارجو ذلك...مشكلة تقبل الآخر لم تكن يوما محصورة في نوعية معينة من البشر...بل على العكس, آفة عدم تقبل الآخر ضربت الجميع بدون استثناء.

ظلم الانسان لاخيه الانسان تعود اول بدايتها لعهد قابيل و هابيل, و مع ان اصل الحكاية معروف الا ان سببه الرئيسي يكمن في اختلاف سلوك الاخ عن اخوه...هذا الاختلاف عمّق الكراهية بينهما مما حدى باحدهما الى قتل الاخر...لا احب العودة للماضي للبحث في القصص الانسانية لكن المراد قوله ان كل اسباب عذاب الانسان تعود فقط الى قلة سعة صدره الى مفهوم بسيط في معناه و كبير في اثاره...مفهوم واحد اساسه:


(تقبَلني كما انا...لا تجهد نفسك في معرفة اختلافي عنك)


لا احب ان اختزل مفهومي في نوعية معينة من البشر...كلنا واحد و ان اختلفنا...اعجبتني مقولة الرسول (صلعم) لا فرق بين عربي و اعجمي الا بالتقوى...يا ريت لو نفذ هذا المبدا...ارنو الي يوم يكون فيه الانسان عنوان لكل ما هو مرّكب...انسان تضمحل معه كل اسباب الخلاف و يتوحد فيه معاني التكامل

ان الخلاف او الاختلاف مفهوم يتأرجح بين عالمين ممكن اختزاله كالآتي: عالم عنوانه الاستبداد في الراي و نكران الاخر و نقيضه عنوانه الثراء والتنوع و التكامل...

هل وفقت في التفلسف...و الله لااعرف...انا اكتب بدون نظام ...المهم عندي ان اعبر عن نفسي...هل نجحت لا اعلم....ما عندي مشكلة ان الناس تقول انني فشلت المهم...لكن لماذا فشلت؟ الى لقاء قادم... فكرة الموضوع القادم انشاء الله تعجبكم...

عنوانها مبدئيا: (سؤال محرج)



محاكمة ضمير انسان

استفزتني بعض المواضيع التي تعلق على الناس...فترى النعوت تنهال من كل حدب و صوب تسب و تلعن المخطئ....المسكين لا يعرف هل هؤلاء الناس على علاقة بهم...ما الذي اقترفه في حقهم حتي ينال ذاك الذم... نفس الناس لا تتورع عن اتيان المحرمات بكل انواعها...من نميمة...كذب...سرقة....في كلمة واحدة هم مذنبون...و لكن عميت عيونهم على اكتشاف قذارتهم و عيوبهم و مساوئهم...

من منا بلا خطيئة؟ الاجابة بديهية اكيد لا احد...كلنا خطائون...فلماذا تلك النظرة الاتهامية كلما كان احدنا في موضع مسائلة...هل علينا جميعا ان نكيل الاتهامات جزافا من اجل ان نقنع انفسنا اننا من الطهرة...وباننا كنّا خير خلف لخير سلف....

هل ضميرنا مازال عايشا ام دخل في سباته...هل يمكننا ان نواجه بكل صراحة غرورنا و جبروتنا من اجل ان تكون محاكمة ضمير انسان موضوعية و خالصة من كل شائبة... كيف السبييل لتحقيق ذلك ؟ ما الضررفي الاقرار بانه يستحيل علينا كبشر ان نكون القاضي و الجلاد في نفس الوقت؟

هل يمكننا ان نحاكم كل بشري على وجه البسيطة على الاخطاء التي اقترفها بحق نفسه , بحق مجتمعه... تعددت الاسئلة و الاجابة واحدة: لا والف لا... الاجابة الفعلية تكمن في فهم طبيعة الانسان...طبيعة جُبِلت علي نبذ الاخر و استعباده و لما لا تدميره....انها الطبيعة البشرية المريضة...لا مجال لفضاء يتسع للغير...انا و بعدي الطوفان...

بالرغم من تطور العقليات في العالم العربي فانه يظل بمنائ ان يستسيغ مفاهيم الحرية و الديمقراطيه...ان نعيش في عالم يحكمه الاختلاف حيث الانسان يقيّم من خلال ما يقدمه لمجتمعه... لا من خلال لون بشرته او دينه او ميوله...تلك هي المعضلة...

من السهل على البشرية عامة احلال السلام على الارض قاطبة لو اعتمدت مبدا الاختلاف (في الدين, في العرق, في الجنس...) علامة صحية وليست عبثية...لو اقررنا بهذا المبدا سنودع بالتاكيد همجية الانسان في قتل كل ما هو مختلف عنه...