Tuesday, November 24, 2009

بين مصر و الجزائر..الكثير لنقوله









اهلين

في خضم مهرجان الترشيح للمونديال بين الشقيقتين مصر و الجزائر و الذي آل للأسف لتلك الأحداث المؤسفة, تذكرت إحدى الطرف التي حصلت لي لما كنت بمصر..
هو طبيب مصري مسيحي الديانة كان يقيم معنا في الموقع جنوب الأقصر, حاولت مرارا و تكرارا التقرب إليه من أجل أن يندمج مع المجموعة نظرا لعدم خبرته في ميدان التنقيب عن البترول و عزوفه عن التواصل مع جميع العاملين العرب الذين كانوا في معظمهم مسلمين.
دردشنا كثيرا و مع الوقت أصبحت علاقة الزمالة و الصداقة قوية, بالفعل كان شخص مصري بسيط صاحب نكتة و جميل الخلق, كثرا ما كنا نتحدث عن بلدينا و تخلفنا.. نعم نحن عرب متخلفون ثقافيا.. جنسيا.. و اجتماعيا و غير ذالك كثير..لا نملك من الحضارة إلا الكلمة أما المعنى فنحن بعيدون بعد السماء عن الأرض.
من خلال حواراتنا دهش و تفاجأ من طبيعتي.. فهو يرى أن الشعوب المغاربية تتصف بالعدوانية و الاستفزازية خصوصا الجماهير التونسية و التي يراها متمرسة و خبيرة في ميدان صنع المشاكل و إثارة المتاعب للمصريين خاصة في ميدان الرياضة.
سألته بعفوية لما خالجك ذاك الشعور؟ هل هو عن تجربة شخصية أم هو غير ذاك؟
الإجابة كانت كما توقعتها..إنه إعلام مصر الحضارة الذي ما فتأ في كل مباراة يكيل الاتهامات بمناسبة و بغير مناسبة
.

"ما تدولهومش فرصة د لاعبة ( تونس) مستفزين"

" إوعى تخيل عليكم حراكاتهم دول معلمين في التمثيل"

كم مرة ضرب الجمهور التونسي في ستاد القاهرة..بالصورة و بالصوت الدليل موجود في سجلاتهم التلفزيونية و ضمن أرشيف تلفزيونهم الوطني..
كم مرة شجعتم منافسينا الغير عرب و كنتم يا مصريين يا أشقاء خير عضد لهم و كنتم لنا شر عضد .. انبش في ذاكرة كل مصري تابع بطولة إفريقيا (مصر 2006) فهي خير شاهد لمن كانت ذاكرته ضعيفة..

قنواتنا التونسية صورت استفزازاتهم مع منتخبنا ..إذاعتنا التونسية سجلت اعتداءاتهم على فرقنا..و مع هذا لم يسمع أحدا منهم أي كلمة نابية منا في حقهم..
لكن بعض أقلامهم لا تتورع عن سبنا و نقدنا و كرهنا..من أجل ماذا؟ إنه الغرور و الأنانية التي تملأ بعض قلوبهم..

احتقار للأخر تلك هي سمة بعض أقلامهم الإعلامية التي ما فتأت تلهب قلوب جماهيرهم و إثارة نعاراتهم..
لنعد للازمة..و للفضيحة التي يندى لها جبين كل عربي شريف كان يرنوا للوحدة و للاشتراك في المصير..
من المسؤول عن تلك النكسة لكل ما هو مسمى (وحدة عربية)؟
هل أخطأ الجمهور الجزائري الذي ذهب للخرطوم في حق المصريين؟
نعم..أقولها صراحة..

لا يليق حرق العلم المصري و لا دهسه بالسيارات من طرف بعض الجزائرين.
غير مقبول إرهاب مشجعي المنتخب المصري و الاعتداء عليهم..فحياة كل فرد ثمينة بغض النظر عن جنسيته..

ظلم كبير أن توصف (مصر) بمصرائيل على وزن (إسرائيل) و نعتهم باليهود..لأن حصار غزة من طرف النظام المصري لا يعني ابد أن الشعب شريك له في تلك الفضيحة. 

لكن في المقابل..غير مقبول من طرف الأعلام المصري خصوصا الخاص التعاطي بتلك الدونية في وصف الجزائر..

بربر..على فكرة كلمة بربر هي كنية لسكان شمال إفريقيا, كلمة أطلقها الرومان على السكان الأصليين و ليس معناها الهمج كما حاول بعض مقدمي البرامج المصرية إيهام البعض بها..

قطاع طرق..

مجرمين..

همج..

تلك هي الصفات التي نعت الشعب الجزائري الشقيق من طرف مذيعي القنوات الخاصة خصوصا :

(المحور): نجحت باقتدار في الوصول لقمة الوضاعة مع مرتبة الشرف...لا أدري هل مقدمي برامج الحوار خصوصا برنامج (48 ساعة) إعلاميون محترفون أما بياعين بضاعة إسمها (استفزاز و تأليب على شعوب المغرب العربي)..

سؤال ظل يخامر عقلي و أنا بتابع برامجك يا (محور) لم استطع أن أجد له إجابة: ما دخل قناة (الجزيرة) في المشكلة..الظاهر أن (كابوس الجزيرة) أصبح معضلة يصعب على الأعلام المصري أن يتناساها و هل قناة (قطر) و أهل (قطر) و حكومة (إيران) هم من قاموا بالتحريض ضد الجمهور المصري و تأليب الجمهور الجزائري عليكم أم أن اعتداءاتكم على حافلة الفريق الجزائري كانت شرارة الانتفاضة و التقليل من مقدسات الشعوب الاخرى.. 

(الحياة): قلبت برامجها لمأتم لتقديم التعازي في حق المصريين و أصبحت منوعاتها تأليب في تأليب من أجل الانتقام من كل جزائري.

مصر بلد كبير مساحة..نعم

مصر كثيرة السكان..أكيد
 

مصر بلد حضارة..أجل

أتفهم كثيرا تلك الغصة و الإحساس بالمهانة الذي شعر به الشعب المصري لرؤية مقدساته تهان بالطريقة لكن هذا ليس مبررا لتشغيل اسطوانة فضل مصر (أم الدنيا) على العرب أجمعين..

أولا..لا يوجد( أم) للدنيا لأنها ببساطة هي مقطوعة من شجرة و خلقت بدون (أب) و لا (أم)..و لمعلوماتي فهي أي (الدنيا) عاقرة و بتول فهي ليس لها رغبة لا في الزواج و لا في الجنس.

ثانيا..إذا كانت مصر (أم الدنيا) فأين أبوها..و أين عقد الزواج..أم أن الزيجة عرفية..أم ماذا؟


إن الاسطوانة المشروخة و التي عنوانها فضل (مصر) على جميع الدول العربية أصبحت مملة و غير مقبولة من أي شعب عربي حر..فإذا كانت كرامة المصريين من ( فضة) فغيرهم يرون كرامة بلدانهم من (ذهب و من الماس). فالمساس بالأوطان خط أحمر و مثل مصر غالية في نظر شعبها فغيرهم يرون بلدانهم جنة الله على الأرض
.

مصر غالية علينا..نعم

مصر كبيرة في أعيننا..أكيد

مصر منانة على الدول العربية..فاسمحولي إخوتي المصريين محال.

نعم يذكر التاريخ وقوفكم مع بعض قضايا الدول العربية..هذا من باب الاخوة لكن لم اسمع يوما إعلام (مصر) يتحدث عن دور الدول العربية في مساعدة (مصر)..
ماذا عن قطع البترول عن الغرب من طرف العرب أيام حرب 73..أليس ذاك من باب دعم الأخ.

ماذا عن مشاركة كل العرب في حروب (مصر) و مساعدتهم بالمال و العتاد في بناء القوة المصرية؟




لست بمتشفي و لا بشامت لكن علينا أن نقف وقفة موضوعية لتحليل و تقييم رد فعل الجمهور الجزائري الذي كان عفويا و تلقائيا تجاه إخوانه المصريين؟

إن الحملات الإعلامية و الاشهارية التي دأبت القنوات المصرية و المقالات الصحفية على الترويج قبل و المباراة بأسابيع ساهمت بشكل كبير و جلي في توتير اللقاء و ما ضرب حافلة الفريق الجزائري إلا الشرارة التي أذكت نار الثورة
..
تعلموا احترام الشعوب يا (بعض) إعلامي مصر (الحضارة) و كفاية غرور و استعلاء..فو الله سيحترم القاصي و الداني بلدكم الغالي
..
تحية إكبار و إجلال للمذيع الغير مهذب و الغير مؤدب (عمرو أديب)..طوبى لك و لأمثالك لقد كشفت عن وجهك الحقيقي و عن حقدك الدفين لكل ما هو غير مصري..حتى أبناء بلدك لم يسلموا من سمك و قذارتك فكيف ستكون مع غيرك
..
سنتذكر مقولتك القبيحة (انا مبشجعش تونس و لا يهمني ترشحها)..
(تونس) لا تنتظر منك أي شيء لأنها أكبر منك..(تونس) لها رجالها و أسيادها الذين حققوا إسمها في العلا لي و شرفوها في المحافل العالمية..

نعم يحق لك حرية التعبير عن رأيك..فنحن في ديمقراطية السب..

أما شعارات الوحدة و الشهامة و نصرة الأخ فإنها قد أكل عليها الدهر مع تلك الشرذمة التي ما فتأت تكيل أقبح النعوت و الصفات لكل الشعوب المغاربة..
في النهاية أختم بدعاء..الله يزيل الغمة و الله يستر كل مصري و كل جزائري في البلدين 

فقلوبنا مع كل مصري متغـرب محاصر في الجزائر..
  و

قلوبنا مع كل جزائري مهدد في مصر
...


النقطة المضيئة كانت: الإعلامي المصري (محمود سعد) و الداعية الكبيرة (عبلة الكحلاوي)..الله يبارك فيكما و الله يساعدكما لما هو خير الناس جميعا.
كلمة شكر للأعلام الحكومي الجزائري الذي ألتزم الصمت تجاه حملة التأليب و الشتم التي طالت رموز الجزائر


عيد مبروك على جميع الدول العربية التي تحب و التي بتكره بعضها  اللبعض و على الأمة الإسلامية عامة بمشارقها و مغاربها


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


8 comments:

NakedBoy said...

صراحة مع كل الشعارات التي نرفعها لبعضنا البعض الا اننا شعوب لا تحب حتى نفسها
احزن كثيرا للمستوى الذي وصلت له مباراة في كرة القدم
للاسف الجهل مستشري والعصبية والعنصرية
حلت بدلا من التسامح والمحبة
اول زيارة لي
احببت مدونتك كونتلي لمحة عن شخصيتك

mthlykaweyy said...

هاى سندباد
ازيك وحشتنى جدا عامل ايه

صدقنى احنا العرب ملناش الا بعض واللى حصل ده مؤامره عشان نكره بعض

الحكايه بدات بان بعض المتطرفين ضربوا الفريق الجزائرى بالطوب اول ما جم مصر

فى جريده جزائريه نشرت كلام غلط عن ان فى ناس جزائرين اتقتلوا فى مصر عشان يحصل فتنه بين مصر والجزائر

ولكن ده محصلش وسفير الجزائر نفسه بمصر خلى التلفزيون الجزائرى ينشر رساله تحت بان ده كاذب ولا بوجد اى قتلى بس الناس معظمها مقراهوش


وطبعا الناس ثارت فى الجزائر راحوا شركه مصر للطيران اللى بالجزائر حرقوها وشركه ارسكوم اللى بالجزائر حبسوا المصرين فيها ورموا عليهم نار وكانوا عاوزين يحرقوهم وهما احياء


بعد كده فى متش مصر والجزائر بالسودان كان فى مصريين رايحين عادى مش معاهم اى اسلحه لان دو لمشجعين كوره وكان فيهم فنانين

زى محمد فؤاد هيثم شاكر فردوس عبد الحميد ايهاب توفيق
وغيرهم كتير

الجزائرين هناك كان معاهم اسلحه جروا وراء المصريين وكسروا اتوبيبساتهم واستقوا عليهم ومحمد فؤاد كانوا هيقتلوا ابنه

فى ناس مصريين كتير اتعرضوا بان جسمهم اتقطع وده ظهر بالصور

وناس اتضربت

وفى مزيعه عندنا اسمها ريهام بتاعت برنامج صابيا اتعرضت لتحرش جنسى من الجزائرين مع العلم ان الجزائرين كانوا رايحين فى طيارات حربيه وكان معاهم اسلحخه بيضاء يعنى ناوينها والمصريين كانوا رايحين عادى

ناس مصريين كتير ومنهم الفنانه فردةوس عبد الحميد وايهاب توفيق كانوا بيبكوا من اللى شافوه


كل ده عشان الكوره تصور انا ضد ان الاعلام بتاعنا يشتم لاننا فى النهايه كلنا اخوه ومحبش الالفاظ اللى فى القنوات بتاعتنا بس صدقنى غصبن عننا لاننا مجروحين جدا

عارف مجروحين ليه عشان اخوتنا اللى عملوا فينا كده ؟
عشان بدل ما يشوفوا المتعصبين اللى عملوا كده فى اتوبيس الجزائر بقا عندهم كلهم كراهيه للمصريين

وضربوا فنانينا وحاولو يغتصبوا نسائنا

الجرح كان كبير لانه بادين اخوتنا
وةلانهم وقعوا فى الفتنه اللى كان اصلها اخبار كاذبه من جريده الشروق اللى اتضح ان صاحبها يهودى وتمويلها صهيونى وسبب الفتنه

لو كان فى مذيثع قال كلام صعب فانا بعتذر لكل الناس وارجو انهم يعذروه لان احنا مجروحين واحنا بنحب كل العرب لاننا دين وحد ودم وحد

بس مجروحين من اللى حصل من اخواتنا بالجزائر


اتمنى تكون الصوره وشحت اكتر وتحياتى لك وللجميع وانا بحب شعب تونس جدا
وبحبك ياعسل ياوسيم ووحشنى كتيررررر

تحياتى مثلى قوى

Happy Hope said...

صباح الخير

لفت نظري موضوعك و قلت لما أشوف بتقول ايه
ولقيت رأيك محايد و عقلاني عجبني جدا
و تقريبا صحيح بنسبة 90% او حتى أكتر

مع الأسف الاعلام الموتور و المصالح الشخصية هو سبب الأزمة دي و الشحن اللي حصل بين الطرفين و بالاخص الجانب المصري
و استخدام شعارات رنانة عفا عليها الزمن و كلام مغلوط و متاجرة بالوطنية

ربنا يهدي وتمر الأيام دي على خير

تحياتي ليك مرة تانية
و عيد سعيد عليك وعلى شعب تونس

السندباد said...

اهلين ناكدبوي..
تسلم على المرور و سعيد بتعليقك..أصبت الحقيقة..الأغلبية منا تتستر على عيوبها و تتجمل خلف ستار الوحدة و الاخوة في حين ان العصبية و الكره هو السائد بين أغلب شعوب العرب..لماذا كل هذا الزيف؟
سؤال للاسف صعب أن تلقى له إجابة و لن تجدها لان ما بينى بين شعوبنا العربية كان على مصالح منفعية و ليس على وحدة وطنية..بالرغم من اشتراكنا في اللغة و الدين إلا اننا لازلنا نكن الحقد لبعضنا البعض..متى يمكن لنا أن نحب بعضناو نعشق اختلافاتنا و و تصبح هويتنا واحدة؟ فقط عندما نتعقل و نفكر بعقلنا لا بعواطفنا..من جديد مشكور على المرور و عيد مبارك عليك و على الامة الاسلامية

السندباد said...

اهلين زيزو..
مبروك العيد..و انشاء الله يكون فرصة معه تضمحل المشاكل و تنمحي النعرات القطرية بين الشعوب العربية..انشاء الله يكون خير فرصة لراب الصدع بين مصر و الجزائر لاننا شعب واحد و أمة واحدة افراحنا واحدة و اتراحنا للاسف واحدة..
ماقلته جميل و واقعي و انا عن نفسي لا ابرر الارهاب و الذي قام به بعض الجمهور الجزائري من ضرب و اعتداء على الجمهور المصري غير مقبول سواء في العاصمة الجزائرية او حتى في المريخ..
انشاء الله تنتهي الازمة و تعد يبخير لان ما حصل لا يمكن ان يكون الا فرحة لاعدائنا و نصرا لهم..الله يهدي الشعبين لما هو خير لهما و للامة العربية..تسلم على قلمك الرائع ..و شوا اخبارك يا صديق..ربنا يديم المحبة يا غالي

السندباد said...

اهلين
مشكورة على الرد الرائع..نعم قلت الحقيقة و كان رايك جميل كما مدونتك..للاسف اصبحنا نبحث عن تعميق الهوة و الفرق بين الشعوب العربية من اجل تسجيل بعص النقاط في سجل المصالح الشخصية..للاسف تلك عادة الاعراب في التفكير المصالحي الشخصي و اما عن الشعب المسكين فليذهب للجحيم..نعم سيسوا الرياضة و فرقوا الشعوب و نفرونا من حاجة ياما نادينا بها الوحدة..وحدة المصير..انشاء الله يكون درسا لنا من خلاله نقر و نعترف بان طريق الخلاص من التعصب و الانغلاق مازال طويلا..من جديد عيد مبارك عليك و على كل اهل مصر و على كل شخص يحمل في قلبه حب مصر..عيد سعيد على كل افراد الامة بشرقها و مغربها ..

ameer alhob said...

عيدك سعيد وايعود علينه وعليك بصحه وحب وسعادة.. يمكن اول اشي خلاني انتبه هو اسمك السندباد..يعني حلو اتكون سندباد وايكون السفر والترحال معك وانت بمدونتك عم تاخدنا لرحله عربيه صراحه انا بحب المثليين العرب والبلد بيكون بعدين .اتمنا شوف مرورك بمدونتي وانا راح ضيفك عني باي باي

السندباد said...

اهلين امير الحب..
مشكور على المرور و عيد مبارك عليك و لو انها متاخرة شويه..اهلين بيك و انشاء الله تكون معرفة طيبة..انا اظفت ..تسلم على المرور الكريم